الأحد، 2 سبتمبر 2012

البلطجية والشرطة وإدارة مواقف السيارات



فيما قبل الثورة، كنت إذا نزلت إلى منطقة وسط البلد، كنت "أركن" السيارة في الموقف الخاص بمنطقة الأسعاف، والذي كان يخضع آنذاك لإشراف محافظة القاهرة، وكنت أحتفظ دوما في جيبي ببطاقة الانتظار المدفوعة مقدما لاستعمالها في هذه الحالة، وكانت البطاقة من فئة 11 جنيه تكفيني طيلة الشهر؛ حيث كنت أنزل للمنطقة 5 أو 6 مرات شهريا.
بالأمس، خرجت لإنجاز بعض شؤوني في منطقة وسط البلد، وتقدمت لإيقاف السيارة في نفس الموضع، وفوجئت ببلطجي "طول بعرض" يطلب 5 جنيه للسماح لي بإيقاف السيارة في مناطق الانتظار. ولرفضي كل من منطقي البلطجة والاستغلال فقد خرجت بالسيارة في محاولة لركنها في موقف دار القضاء العالي؛ لكني لم أجد مكانا، ودرت في شوارع وسط البلد فلم أجد مكانا.
كان من الصعب علي أن أوقف السيارة في أي مكان ينطوي على مخالفة؛ فأنا برغم "خنقتي" لا أفعل هذه الفعلة غير المسؤولة، غير أن ما جعلني أكاد أستلقي على ظهري من الضحك أني وجدت "الونش" يجول منطقة وسط البلد؛ رافعا راية "كلبشة" السيارات المخالفة، في الوقت الذي تترك فيه الداخلية البلطجية يديرون البلد.
طبعا، اضطررت أن أخضع لبلطجي آخر، وأن أدفع له الجنيهات الخمسة، ففي النهاية؛ إما أن أرضى بدفع هذه الإتاوة، أو أكون بين خيارين؛ أولهما ألا أركب سيارتي لقضاء "مشاويري" أو أن أتركها نهبة لـ"الونش" أو لعبث البلطجية.
وأنا أطمئن على أحد أصدقائي، تطرق الحديث إلى هذه الإتاوة؛ فأخبرني أن الإتاوة في منطقة الحسين تبلغ اليوم 10 جنيهات، ولا عزاء لجهاز الشرطة المنكسر.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كن إيجابيا وأدخل تعليقا يليق بك