الجمعة، 12 يونيو 2009

احترس من دهس الشحاتين.. ضميرك لن يرحمك



من الأمور التي تجعلني أفقد أعصابي اولئك الشحاذين الذي يقطعون عرض الطريق جيئة وذهابا؛ وبخاصة أثناء توقف السيارات في الإشارات المرورية، وإن كان هذا لا يمنعهم من عبور الطريق في غير أوان التوقف المروري.
وأكاد أفقد أعصابي لأني أخاف عليهم. فالسيدة تذهب لوكالة الأطفال المخطوفين، وتؤجر لها 4 عيال بيومية للعيل 10 جنيهات، وتطلقهم في الإشارات المرورية، وبرغم أنهم يغيظوا، إلا أنك تقبل أن تموت ولا أن تدهس قلامة ظفر أصبع أي من هؤلاء الصبية والصبايا الذين يكفيك من هموم الدنيا أن ترى ما علا أجسادهم من طبقات القاذورات والأوحال.
ويزيد جنونك أكثر أن ترى أثناء الإشارة؛ أو وهي على وشك إضاءة اللون الأحمر، أن ترى فجأة - أي والله فجأة - قعيد يتحرك على كرسي متحرك بين السيارات. وبخلاف الصبية الذين يبيعون المناديل الورقية أو الفل رائع الرائحة أو الكبريت أو الليمون، بخلاف هؤلاء؛ فإن هذا القعيد لا يبيع شيئا. فغلاسته أنه يستغل عاهته ليقرفك في الإشارات المرورية. وربما لا تجده قعيدا؛ بل ترى كسيحا قام كبير الشحاتين بترتيب ضمور له في أحد قدميه أو ذراعيه أو كلاهما؛ فهو يمشي بهذه العاهات جميعا بين السيارات وأنت ونصيبك.. يا تدهس له قدم؛ أو تقف على أصابعه..

أما ما يجعلك تقترب من الانهيار فعلا أن ترى عمال شركات النظافة وهم يتعرضون للسيارات أو يتحرشون بها ويقفون في طريقها طلبا للإحسان. وإن لاح لهم أنك لن تقف؛ ربما موهوا بعصا التنظيف الطويلة أنك قد تصطدم بها بسبب "عفويتهم التلقائية وعدم تعمدهم بالطبع" أن يضعوها في طريق زجاج سيارتك لتكون مجبرا على الوقوف. وسؤال لهؤلاء هو: لماذا قبلتم التعيين في شركات النظافة اللي مخلياكو تشحتوا؟ شفتوا حسني مبارك عمل في الناس إيه؟ بيشتغلوا في الشركات علشان يلاقوا فرصة يمدوا أيديهم ويشحتوا.