الجمعة، 5 سبتمبر 2008

سيارتي والقمامة.. حسبي الله ونعم الوكيا

مشكلة سيارتي مع القمامة مشكلة كبيرة جدا. ولا أملك في النهاية إلا أن أقول: حسبي الله من الناس الذين لا يبالون بأذية الناس، وكذا: حسبي الله من حكومة لا تراعي مسؤولياتها عن حياة الناس ومصالحهم أمام الله.
طبعا أنتم تعرفون أن القاهرة اليوم أصبحت مزبلة كبيرة، وبخاصة منذ اعتمدت المحافظات المصرية على شركات القمامة المستوردة؛ التي تبغي الربح على حساب الالتزام والنظافة، فجمعت المال من كل جوانب القاهرة والجيزة، وخصصت شريحة ضئيلة منه لتنظيف عدد محدود جدا من شوارع القاهرة والجيزة، لتظل غالبية المناطق محرومة من النظافة، محرومة من المنظر الجميل، ناهيك عن انحطاط الذوق، وانعدام الإحساس بالجمال، وما يورثه ذلك من تعميق السلبية.
لكن مشكلتي التي أكتب عنها هنا اليوم هي مشكلة سيارتي مع القمامة. فقد تضطرك الظروف في أحد الشوارع الكبرى في العاصمة المصرية إلى أن تجنح بسيارتك إلى أحد جانبي الطريق التي تعلو فيها أكوام القمامة بسبب سائق سيارة مصفحة من سيارات النقل تجده قد حشر سيارته إلى جانبك. ومثال شارع سليم الأول التي تتكدس القمامة في أحايين كثيرة على جنباته بالرغم من أهميته الإستراتيجية للدخول لمنطقة عين شمس. وأحيانا تجد الناس وقد سدوا أحد الشوارع لإقامة فرح أو لإدخال مرفق من المرافق إلى أحد الأبنية، أو لتعلية طابق في أحد المنازل، والخلاصة أنك لن تمر إلى منزلك إلا بعد أن تضطر لتغيير خط سيرك نحو طريق تعلو فيه أكوام القمامة.
وفي وسط هذه الكومة يكمن حظك اليوم. فقد يكون ثمة كيس قمامة فيه زجاجة كبيرة مكسورة، أو قد يكون نصيبك في قطعة حديد كبيرة حادة الحواف مغطاة وسط القمامة، أو عصا ملقاة ومغطاة يبرز منها مسمار ضخم أو عدة مسامير متعددة الأحجام والأشكال، وقد توجد قارورة بلاستيكية فيها مادة كاوية. كل هذه الأشياء تؤدي إلى أن تكلفك من وقتك ما لا يقل عن نصف ساعة، وربما ساعة بأكملها إذا ما أدت أحد هذه العوامل إلى التأثير على إطارات سيارتك. فأنت في حاجة للمجازفة بإخراجها من وسط كومة القمامة لتتمكن من تغيير الإطار الذي تلف؛ ناهيك عن تكلفة تغييره التي قد تبلغ ثمن إطار جديد إذا قمت بدهس قارورة مادة كاوية.
نصيحتي. لو اضطررت للمرور فوق أي من أكوام القمامة بسيارتك في أي شارع من شوارع القاهرة؛ فخير لك أن تركن سيارتك وأن تكمل بقية طريقك على قدمك. إلا لو كنت تركب سيارة لا يهمك أمرها ولا يهمك أمر مالكها، فأنت في هذا الحين تكون خائنا للأمانة وحسب.