الأحد، 6 مارس 2011

القيادة في الشارع بعد الثورة.. أمل بعدما استسلمت وتكيفت



كانت سعادتي لا توصف عندما ذهبت لعملي في الحادي والثلاثين من يناير بعد أن انشغلت طيلة الأسبوع الأول من عمر الثورة في تأمين بيتي بسبب حوادث الانفلات الأمني التي حاولت إفساد رومانسية ثورة بلادي المباركة على نظام أدمن انتهاك سحر هذا الوطن.
كان سر سعادتي أني فوجئت لأول مرة بأن كل قائد سيارة على المحور يكاد يلتزم حرفيا بآداب القيادة قبل أصولها. فلا احد يريد أن ياخذ منعطفا بلي الذراع، ولا مناور يتسلل بسرعة خاطفة بين السيارات مسببا ارتباكا في تدفق نهر الطريق، ولا قمامة، ولا عصبية، ولا عنف، ولا كلاكسات طويلة أو مزعجة أو شاتمة.
كان التدفق المروري بالشارع مثاليا، بما في ذلك العربجية الذين ساروا في يسار الطريق بالتزام، وحتى سائقي النقل والمقطورات التزموا الحارات اليمنى من الطريق بالرغم من أن عدسات الرادار على طريق محور يوليو كانت مغطاة بالطلاء تعبيرا عن رفض استغلال الشرطة.
يا فرحة ما تمت.. اليوم، كل هذا صار نسيا منسيا، وعادت ريما لعادتها القديمة. استمتعنا بثورتنا أسبوعا، ثم عاد كل إلى حاله.
وبالرغم من هذا، إلا أني أحسست بالأمل يغزوني. فقد أبصرت أن رومانسية التغيير تداعب كل مصري يحب بلده، لكن عنف معاندي الثورة، أو ما بدا يتسمى بـ"الفلول" هو الذي قتل هذه الروح.
ولكني غير قلق، لأن هذا التغير الإيجابي الفجائي حتى مع زواله كان في ظني تبدي لبذرة طهر تنتظر الساقي.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كن إيجابيا وأدخل تعليقا يليق بك