الأحد، 11 يوليو 2010

ذاكرة أمناء الشرطة حديد.. ربنا يصلح أحوالهم


لا تزال سيارتي قيد الإصلاح.. وربنا يوسع دائرة الإصلاح التي نحياها.. قولوا: آمين. كنت أركب أحد الميكروباصات في طريقي للبيت؛ وبينما يقف السائق "لتحميل الزباين" أتاه زميله قائلا: "هات خمسة جنيه"، وأخذها منه واتجه بها لأحد أمناء الشرطة.
كنت جالسا بجانب السائق؛ فانتهزت الفرصة لأسأله: ما سر الخمسة جنيهات. ولم يكذب السائق خبرا فطفق يخبرني. وموجز رواية السائق أن السادة أمناء الشرطة تتباين أحوالهم من منطقة لأخرى. ففي بعض المناطق يأخذون "شهرية"، وفي بعضها الآخر يأخذون "سبوع"، وفي مناطق أخرى "بيتلككوا عادي". ويرى السائق أن الشهرية أو السبوع أفضل من الغرامة في "الرايحة والجاية". والخمسة جنيهات كانت فرق زيادة "السبوع" بعد غلاء الأسعار.
سألته ببراءة: هل يكتب أمناء الشرطة قائمة بأسماء من يدفعون لهم أم أن الأمور تسير بالبركة؟ فاجابني بأن ذاكرتهم حديد، ما شاء الله. لم أستطع مواصلة الحديث، وتذكرت أحد كبار المسؤولين في وزارة الداخلية المصرية عندما طلب منه أحد الضباط زيادة الرواتب في أحد أعياد الشرطة؛ فأجابه: "كفاية عليكم المعارف". 
سدرت في صمتي داعيا الله سرا أن يصلح للجميع أحوالهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كن إيجابيا وأدخل تعليقا يليق بك