الاثنين، 9 فبراير 2009

ليست رشوة.. بل بدل طبيعة عمل يتم تحصيله من المواطن

في إحدى البلدان العربية التي أتردد عليها كثيرا؛ كان ثمة انطباع قديم بأن بعض رجال شرطة المرور فيها يتربصون بالمواطن، وينتحلون له أية مبررات يمكنهم من خلالها الحصول على بعض المال. لكني رأيت أنه يجب تصحيح الصورة.
فرجال الشرطة في هذه الدولة الشقيقة المحروسة لا ينتحلون، ولا يفتعلون مبررات، بل كانت محصلة ما وجدته من خلال متابعتي وقيامي بتقصي ما يتعرض له أقاربي وزملائي وما أتعرض له شخصيا، كانت حقيقة ما وجدت أنهم يمسكون بالمخطئ مرتكب المخالفة، ولأنهم يعلمون أنه مثلهم مواطن مطحون؛ فإنهم يخيرونه ما بين أن يدفع للدولة قيمة المخالفة وبين أن يدفع لها نصفها أو ثلثها ولا أقل.
وبداية، وبرغم كراهيتي للرشوة، وبرغم أني سحبت مني رخصة السيارة بسبب رفضي أن أدفع رشوة قبل العيد الكبير؛ لا لشئ إلا لأني رفضت دفع الرشوة في عشرة ذي الحجة، برغم كل هذا؛ فأنا أتعاطف مع هذا الرجل الذي يقف طيلة اليوم بالشارع يتنشق العادم ويتحمل الضوضاء ليحصل في نهاية الشهر على ما يكفي بالكاد لتوصيله لمقر عمله طيلة الشهر.
ولا يمكنك أن تقول من المخطئ هنا. بل يمكنك أن تقول إن الجميع مخطئ. فهذه الدولة المحروسة تتوسع حكومتها في تجنيد المواطنين لعضوية جهاز الأمن؛ في الوقت الذي لا تريد فيه زيادة أعبائها المالية. والمواطن يرفض الالتزام بالقوانين التي تؤدي للتضييق عليه نفسيا أو ماليا. ورجل الشرطة يعاقب الدولة المقصرة في حقه من خلال الاستحواذ على العائد الذي يدفعه المواطن نتيجة مخالفته لقواعد المرور.
ابتسم أنت في بلد عربي محروس شقيق...

هناك 3 تعليقات:

  1. هل هذه فتوى يا استاذ وسام ... اتساءل .. وهل يحق لكل فرد في هذه البلد العربية الشقيقة المحروسة ان يفرد عضلاته وان يستغل من هو اقل منه.. وما ذنب المواطن في هذا .. هل يتحمل المواطن ثمن فساد حكومته وفساد موظفيه ... انها رشوة وليس لها معنى اخر غير الرشوة بل وابتزاز وسلوك رخيص .. في بعض الاحيان وانت تعلم ذلك يتلكك افراد الشرطة لاي شئ حتى يتحصلوا على السبوبة.. استاذنا الفاضل والعزيز .. انها رشوة .. رشوة .. رشوة .. وابتزاز

    ردحذف
  2. ليست فتوى يا سيد حسين. وأنا لست بمفت. لكن هناك من العلماء من اجاز الرشوة لضمان عدم إضاعة حق أو لحفظ حياة شخص. فأحيانا تدخل المستشفى مع مريض على وشك الموت، ولو لم تدفع لماطلوك في قبوله ومعالجته. بعضهم يظن أنه يعمل "على قدر فلوس الدولة".

    ردحذف
  3. تناسى الأخ وسام المواطن نفسه الذى يدفع الرشوة فهو فى الغالب سائق تاكسى أو موظف و حدثت المعجزة و امتلك سيارة أما الكبار و أولادهم لا يستطيع ضابط المرور مجرد النظر إليهم إذن فالذى يدفع الرشوة فى مصر هو من أقل دخلا من ضابط المرور و أيضا من يستطيع ضابط المرور النيل منه من إهانة و تجريح فقط فتحولت العملية إلى البقاء للأقوى و تأتى هذه الرشوة على حساب المواطن البسيط فدافع دفع الرشوة هو التجاوز عن خطأ قائد السيارة فتدفع لضابط المرور بدلا من الدولة فيعرف قائد السيارة الطريقة فيصبح التجاوز منهجه فأصبح الكل هكذا على حساب طريق آمن أو مشاة غلابة .. و الكارثة الأكثر هى افتعال المخالفة من رجل المرور لأى سبب تافه أو بدون سبب و المهم أن يحصل على ( الفردة ) .. و مصر تتقدم .. للألفية الثالثة

    ردحذف

كن إيجابيا وأدخل تعليقا يليق بك