السبت، 11 أبريل 2009

خطباء المنابر وإهمال فقه الطريق

أقطن في منزلي الذي أعيش به الآن منذ سبع سنوات. وأتردد على مسكني قبل هذا بثلاثة أعوام؛ منذ أن كنت أقوم بتجهيزه. ومن نعمة الله علي وعلى قلبي أن بيتي محاط بأربعة مساجد كما هو محاط بأربعة شوارع؛ ففي كل شارع من هذه الشوارع مسجد مبني أسفل أحد المنازل. ما العلاقة الآن بين سكني ومدته والشوارع والمساجد؟؟!!
العلاقة أني منذ 10 سنوات لم أسمع في هذه المساجد الأربعة موضوع واحد عن حياة الناس. فأحد المساجد يغلب عليه الطابع السلفي على طريقة جمعية أنصار السنة التي تولي العقيدة جل اهتمامها. والمسجد الثاني يأتيه عالم من الأوقاف يجيد الخطابة واستمالة القلوب؛ لكنه لا يعرف الحديث إلا عن المناسبات الدينية والجن والكرامات؛ فتجده قبل عاشوراء يلقي خطبتين عنها، وقبل الإسراء والمعراج خطبتين، وقبل وبعد المولد النبوي 3 خطب، وقبل تغيير القبلة خطبة، وقبل رمضان 4 خطب، وبعد رمضان خطبة، وقبل الحج 4 خطب.. إلخ؛ حتى إن السنة كلها أحاديث مكررة عن نفس المناسبات، ويكاد يكون نفس الكلام بنصه؛ حتى إنني بدأت أشك في أن لديه صندوق للخطب يمر عليه كل عام بحسب التاريخ. المسجدين الثالث والرابع من مساجد الأهالي الذين قد يضحكك ما يقوله فيها الخطباء. والخلاصة أن مصالح الناس ضائعة على المنابر.
تعاني مشكلتي أخي القارئ في أن المنطقة التي أسكن بها تعاني أزمة مرورية خانقة. ففي بعض الأوقات لا يمكنك أن تدخل بسيارتك لبيتك إلا بعد ساعتين تستغرقهما في مسافة لا تزيد عن نصف الكيلومتر. والمشكلة تكمن في سائقي الميكروباسات والتكاتك.. إلخ؛ برغم أنها من مناطق الطبقة الوسطى؛ ولعل هذه الظواهر من أوجه التعبير عن تآكل هذه الطبقة وتردي أوضاعها. هذه المشكلة المرورية تحدث منذ أكثر من ثماني سنوات، ولا تكاد تجد فقيها واحدا اهتم بها وعالجها. وطبعا لن تجد فقيها أو خطيبا يعظ الناس في كيفية عبور الطريق، وعدم إيذاء السيارات وسائقيها، وعدم إقامة المطبات العشوائية، وعدم إلقاء القمامة في الطريق.. إلخ. ولكي أكون منصفا؛ فإن هذه المشكلة الخاصة بالعلماء والخطباء ليست في مصر وحدها. فنادرا ما تجد فقيها ينصح الشباب السعودي في التفحيط وخطورته.
من أهم إمارات استشراء الفوضى في شارعنا المصري أن آدابه التي اعتنى بها الرسول صلى الله عليه وسلم في أكثر من حديث؛ هذه الآداب لم تعد تهم خطباء المنابر. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

هناك 3 تعليقات:

  1. من كان يظن أن حلم شراء سيارة سيتحول لمصدر معاناة
    !!!
    صدقت ما أبعد أخلاق الدين وآداب الحياة عن أجندة الكثيرين
    أعاني مثل مشكلتك يوم الجمعة حين يصر المصلون على ترك سياراتهم في أقرب نقطة من المسجد مغلقين الشارع متناسين القاعدة الفقهية بأن دفع الضرر أولى من جلب المنفعة

    ردحذف
  2. لا حياه فى من تنادى - موت القلوب و وسكراته غالبه على حياة المصريين

    ردحذف
  3. أما أنا فقد كنت أكثر إيجابية، وتركت رسالة لخطيب الزاوية التي تقع في العمارة الملاصقة أدعوه لمخاطبة الجيران للتوقف عن إلقاء الجيران في الممر الفاصل بين العمارتين، والحمد لله أنني لم أدعه لتنظيفه مع المصلين بعد الصلاة والا اتهمني بالجنون. ولقد تابعته لجمعتين متتالتين، فكان حديثه في الأولى عن زنا العينين والثانية لا أذكر ربما عن الغش في الامتحانات مع ملاحظة أن أغلب المصلين من كبار السن!!!!، وبالتالي فقدت اهتمامي واحتسبت الإصلاح على الله.

    ردحذف

كن إيجابيا وأدخل تعليقا يليق بك