‏إظهار الرسائل ذات التسميات وسام فؤاد. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات وسام فؤاد. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 15 فبراير 2013

خمسة لتر بنزين بس في اليوم.. كعور وإدي الأعور

فاجأتنا حكومة السيد الدكتور هشام قنديل بنيتها في ترشيد الدعم على الطاقة، وأنها ستعطي كل سيارة 5 لتر بحالهم بالسعر العادي اللي هو 175 للبنزين 90 و185 قرشا للبنزين 92، وتضمنت بالونات الاختبار الحكومية أن بقية الاستهلاك اليومي ستتم المحاسبة عليه بالسعر العالمي للبنزين. والسؤال هو: هل تفضلت حكومة الدكتور هشام قنديل بدراسة الوضع في مصر. وفي هذه السطور لن أتكلم إلا عن البنزين وإشارات المرور..
هل يعلم د. هشام قنديل كم نقضي من أوقات مشاورينا اليومية في إشارات المرور؟ هل يعلم السيد رئيس الحكومة أن المؤسسات الدولية رصدت أن المصريين يهلكون 6 مليار جنيه في العام فقط في إشارات المرور؟ هل يعلم سيادته أن أكثر أسباب استهلاك البنزين هي أوقات الزحام لأن سياراتنا تظل تتراوح ما بين الغيار الأول والغيار الثاني؟ طبعا أنا لا أتكلم هنا عن السيارات الأوتوماتيك، ولو إن النتيجة مش هتتغير لأن أكثر استهلاك البنزين هو ما يستخدمه سائقو السيارات في نقلها من حالة الثبات لحالة الحركة؟
هل يعلم الدكتور أن الخمسة لتر المنحة من سيادته تضيع في "تلات اربع" إشارات قبل ما نتكلم عن المشوار والاتنين؟
سؤالي هنا: هل درست الحكومة موضوع الخمسة لتر؟ أم أن طرح هذه اللترات الخمسة جاء بمنطق "كعور.. وإدي الأعور"؟

الأربعاء، 12 ديسمبر 2012

ههههههه.. أنا شمتان في بوكس الشرطة


ما تفتكروش إني شمتان لأن أحد المتظاهرين ولع في أحد بوكسات الشرطة.. أبسولوتلي.. بس الحكاية لها تاريخ لذيذ..
من حوالي سنتين، ركنت عربيتي امام دار الكتب، لأني كنت باعمل بحث، وأقسم بالله إني ما ركنتها غلط ولا صف تاني ولا كان على الأرض علامة ممنوع الوقوف وما كانش حواليا ولا يافطة تذكر ان الانتظار في هذا المكان ممنوع. وكان أمامي عندما ركنت طابور عربيات وخلفي طابور عربيات. ودخلت المكتبة في تمام العاشرة. وعندما خرجت كانت حوالي الرابعة عصرا، وفوجئت إن العربية متكلبشة.
مش هاقول لك دوخت، لأني اللي أصابني كان أكبر. المهم، لما لقيت العربية متكلبشة سألت عن مكان الونش فقالوا لي تحت كوبري 15 مايو. خدت تاكس ورحت للكوبري، ولما رحت للضابط وكلمته قال لي الكلبش أحمر ولا أصفر. والله افتكرته بيهزر، وقلت له بمبى مسخسخ، اتعدل وبص لي شزرا، وأنا سخسخت فعلا من الضحك على نظرته النارية، وأتاري الحكاية جد.
المهم، اكتشفت إن فيه ونش تابع للمحافظة بيحط كلبش لونه أحمر؛ وونش تابع للمرور بيحط كلبش لونه أصفر؛ وكل ذلك للتسهيل على المواطنين؛ عشان يعرفوا نوع الكلبش. المهم طلع ونش شرطة ودفعت الغرامة ودفعت الغرامة وخدت الوصل، وجاء البيه العسكري معي وفك لي الكلبش، والمفاجأة: طلب مني شاي.. هههههههههههههههههههههههههههه..
تدور الأيام وتيجي الأيام، وأشوف عربية الشرطة متكلبشة بكلبش المحافظة لأنها واقفة مخالف.
بركاتك يا ثورة..
بس بجد شمتااااااااااااااااان..

الأحد، 2 سبتمبر 2012

البلطجية والشرطة وإدارة مواقف السيارات



فيما قبل الثورة، كنت إذا نزلت إلى منطقة وسط البلد، كنت "أركن" السيارة في الموقف الخاص بمنطقة الأسعاف، والذي كان يخضع آنذاك لإشراف محافظة القاهرة، وكنت أحتفظ دوما في جيبي ببطاقة الانتظار المدفوعة مقدما لاستعمالها في هذه الحالة، وكانت البطاقة من فئة 11 جنيه تكفيني طيلة الشهر؛ حيث كنت أنزل للمنطقة 5 أو 6 مرات شهريا.
بالأمس، خرجت لإنجاز بعض شؤوني في منطقة وسط البلد، وتقدمت لإيقاف السيارة في نفس الموضع، وفوجئت ببلطجي "طول بعرض" يطلب 5 جنيه للسماح لي بإيقاف السيارة في مناطق الانتظار. ولرفضي كل من منطقي البلطجة والاستغلال فقد خرجت بالسيارة في محاولة لركنها في موقف دار القضاء العالي؛ لكني لم أجد مكانا، ودرت في شوارع وسط البلد فلم أجد مكانا.
كان من الصعب علي أن أوقف السيارة في أي مكان ينطوي على مخالفة؛ فأنا برغم "خنقتي" لا أفعل هذه الفعلة غير المسؤولة، غير أن ما جعلني أكاد أستلقي على ظهري من الضحك أني وجدت "الونش" يجول منطقة وسط البلد؛ رافعا راية "كلبشة" السيارات المخالفة، في الوقت الذي تترك فيه الداخلية البلطجية يديرون البلد.
طبعا، اضطررت أن أخضع لبلطجي آخر، وأن أدفع له الجنيهات الخمسة، ففي النهاية؛ إما أن أرضى بدفع هذه الإتاوة، أو أكون بين خيارين؛ أولهما ألا أركب سيارتي لقضاء "مشاويري" أو أن أتركها نهبة لـ"الونش" أو لعبث البلطجية.
وأنا أطمئن على أحد أصدقائي، تطرق الحديث إلى هذه الإتاوة؛ فأخبرني أن الإتاوة في منطقة الحسين تبلغ اليوم 10 جنيهات، ولا عزاء لجهاز الشرطة المنكسر.


الثلاثاء، 14 فبراير 2012

إدارة المرور وفساد ما بعد الثورة.. الناس دي ما بتغلبش

التدوينة دي اتأخرت شوية؛ يعني على بال ما فقت من الصدمة، واستعدت لياقتي النفسية والعصبية وحتى البدنية.. وفعلا صدق اللي قال: "الداخلية ما بتغلبش"..
المختصر المفيد أني ذهبت لتجديد رخصة السيارة من كام شهر، ووفقا للوائح المرورية؛ اتجهت لدفع الغرامات أولا، وبرغم إن الاتجاه لدفع الغرامات غصب عني طبعا؛ إلا أني أريد أن أقول: "ويا ليتني ما ذهبت". فعندما ذهبت فوجئت بشكل جديد من أشكال فساد الداخلية، وهو فساد يتعلق بطريقة دفع الغرامة الذي اختلف كثيرا عن طريقة الدفع قبل الثورة.
قبل الثورة كنت بادفع في السنة 50 جنيه؛ أو 100 جنيه، أو لا أدفع بتاتا.. فأنا - ولله الحمد - أنتمي لفئة من المصريين تحاول جاهدة أن تلتزم الصواب على الطريق؛ فهي في النهاية أرواح أناس وممتلكاتهم، فضلا عن أني أكره كراهية عمياء دهس القطط والكلاب وحتى الحمير التي قد نتعثر بها في طريقنا. لكني هذه المرة دفعت 600 جنيه. والشعار: "ادفع الأول وبعدين اتظلم في الدراسة".
الملمح الذي جعلني أشعر أن ثمة فساد في الأمر ليس أني دفعت الـ600 جنيه، ولو إن دي سرقة علني، لكن الملمح كان أن استمارة الغرامات قبل الثورة كانت تتضمن المكان الذي وقعت فيه المخالفة؛ أما مستخرج الغرامات الجديد فكان خلوا من هذا التحديد، يعني المبلغ متكلفت على بعضه بدون إشارة لمكان الغرامة؛ لإنهم بالطبع مش هيعرفوا يغشوا لو كتبوا الأماكن.
ولأن العمل الذي كنت فيه كان عملا خنيقا؛ فلم أتمكن من أخذ يوم اجازة ثان لكي أذهب للتظلم واكتفيت بتجرع مرارتي، وللعلم؛ فإني لم أواصل إجراءات التجديد لمدة أشهر. وكنت أتمنى أن يوقفني أحد الضباط ويسألني عن رخصتي لكي أقلبها عليهم ضلمة.
الناس كلها بتتقدم بعد الثورة إلا جهاز الشرطة.. كل مدى بتزيد حدة الفساد فيه..

الأربعاء، 11 يناير 2012

عودة الداخلية.. قطاع لم الغلة يبدأ العمل


الباشوات كانوا بيدللوا، كانوا بيبعتوا رسالة للشعب مفادها: إنتم ما بتمشوش غير بالكرباج، وإحنا اللي كنا محسسينكم بالأمان من خلال ما نقترفه من بطش وجور وظلم وطغيان ونهب منظم وسرقة ممنهجة. ومش هنبل ريقكم بطلعتنا، ومش هتدوقوا طعم الأمن والأمان لأننا مش هننزل ولا هنحمي شوارع ولا بيوت ولا منشآت ولا طريق.
طالت بيهم القعدة. والمية نشفت. المية يعني الأبيج، يعني اللارجون، يعني الماني، يعني الفلوس. قعدوا يفكروا: نعمل إيه؟! نعمل إيه؟! ما فيش غير حل واحد.قطاع أمني واحد مننا بس ينزل ويعتبر هو التمثيل المشرق، وبالمرة يلم الغلة من جيوب الناس، ونعمل جمعية، كل إدارة أمنية تقبضها شهر.
وهكذا سقطت لويس. والكبرياء المرذولة دلدلت، والمتعززة نزلت تشحت وساعات تسرق، والنسور نزلت تحوم، والدبابير نزلت تزن، وكل نسر بيدور على هبرة، وكل دبور بيدور على قضمة، والهدف نبيل. الهدف هو الجمعية. لازم نعيش. لازم ولادنا ياكلوا باتي بان. وينعل أبو أي حد عنده عربية ساتراه وحامياه من وساخة سواقين الميكروباص وبلطجة المنادين وزحمة المترو وأرف كل المواصلات العامة.
بس برده الثورة ليها هيبتها. ما عادوش بيتلككوا على الحزام، ولا عادوا بيستغلوا الملصقات الواقية من الشمس. رجعوا يستغلوا الناس اللي ماعهاش فلوس تروح تجدد رخصتها، والناس اللي مش لاقية تصلح عربيتها ومع ذلك راكباها لأنها محتاجة لها، وطبعا بيقاسموا مع سواقين الميكروباص الغلابة لأنهم ما بيقدروش يقربوا من المخربشين.
والحق يتقال. فيه قطاع يبلغ في حدود 10% نازل بقلبه ومن حبه للبلد مش عشان خاطر "الجمعية". لهؤلاء المخلصين نلقي تحية عطرة، واتفوو على اللي بالي بالك.

الثلاثاء، 13 ديسمبر 2011

تونس كعبها عالي علينا.. إطلالة على موقف الشرطة في مصر

اليوم ذهبت لقضاء بعض شؤوني في مدينة السادس من أكتوبر ومررت بميدان الحصري، وكنت حزينا لما رأيته من حال هذا الميدان البهي، والسبب اكن التكاتك والميكروباصات التي انتشرت كالجدري في صورة عشوائية شوهت الوجه الحضاري للميدان، بالرغم من وجود نقطة شرطة مرور في الميدان.
وقبل يومين، مررت بميدان رمسيس، وأنا نادرا ما أذهب لهذه المنطقة، وأفزعني مشهد الميدان الآن؛ لكن مصدر الفزع مختلف، فالمصدر هنا هو الباعة الجائلين. ومرة أخرى كنت حزينا على المشهد الحضاري للميدان. فميدان رمسيس كان دوما ممتلئا بالسواعد الكادحة التي كانت تمر به في طريقها لمحل لقمة عيشها، لكن اليوم تمركز به خليط من الباعة والناضورجية والبلطجية الذين تعرف من أول إطلالة في وجوههم علاقتهم الحميمة بالمخدرات.
لا أدري لماذا تداعت لذهني آنذاك صورة شرطة تونس التي خرجت عقب ثورة الياسمين في مظاهرة اعتذار للشعب التونسي لكي تطوي صفحة الماضي وتشرع في بناء تونس الجديدة على أساس من التنكر لموروث إهانة الشعب وتعذيبه، بينما شرطتنا التي كانت طرفا أصيلا في مشاهد الجور والطغيان التي عاشتها مصر تأبى إلا أن ترفع يديها من المشهد الراهن لتبرر شنائع أفعالها وفظائع ممارساتها.
أو ربما هو الجبن وفقدان القدرة على مواجهة المجتمع بعد التجرد من غطاء الطغيان وتجاوز القانون واحتقاره في ممارساتها إبان عهد "المخلوع" أذله الله.
أو ربما هو الخزي، أو ربما هي سابق المعرفة وعلاقة التمويل والمساندة المتبادلة مع البلطجية والباعة الجائلين وسائقي التكاتك والميكروباسات.
كل هذا وارد، لكن الأكيد أن كعب تونس لا يزال عال علينا بما فعلته شرطتها من مشهد لا أظنني سانساه أو أتجاوز مقارنته بحال الشرطة في المشهد المصري.

الأحد، 6 مارس 2011

القيادة في الشارع بعد الثورة.. أمل بعدما استسلمت وتكيفت



كانت سعادتي لا توصف عندما ذهبت لعملي في الحادي والثلاثين من يناير بعد أن انشغلت طيلة الأسبوع الأول من عمر الثورة في تأمين بيتي بسبب حوادث الانفلات الأمني التي حاولت إفساد رومانسية ثورة بلادي المباركة على نظام أدمن انتهاك سحر هذا الوطن.
كان سر سعادتي أني فوجئت لأول مرة بأن كل قائد سيارة على المحور يكاد يلتزم حرفيا بآداب القيادة قبل أصولها. فلا احد يريد أن ياخذ منعطفا بلي الذراع، ولا مناور يتسلل بسرعة خاطفة بين السيارات مسببا ارتباكا في تدفق نهر الطريق، ولا قمامة، ولا عصبية، ولا عنف، ولا كلاكسات طويلة أو مزعجة أو شاتمة.
كان التدفق المروري بالشارع مثاليا، بما في ذلك العربجية الذين ساروا في يسار الطريق بالتزام، وحتى سائقي النقل والمقطورات التزموا الحارات اليمنى من الطريق بالرغم من أن عدسات الرادار على طريق محور يوليو كانت مغطاة بالطلاء تعبيرا عن رفض استغلال الشرطة.
يا فرحة ما تمت.. اليوم، كل هذا صار نسيا منسيا، وعادت ريما لعادتها القديمة. استمتعنا بثورتنا أسبوعا، ثم عاد كل إلى حاله.
وبالرغم من هذا، إلا أني أحسست بالأمل يغزوني. فقد أبصرت أن رومانسية التغيير تداعب كل مصري يحب بلده، لكن عنف معاندي الثورة، أو ما بدا يتسمى بـ"الفلول" هو الذي قتل هذه الروح.
ولكني غير قلق، لأن هذا التغير الإيجابي الفجائي حتى مع زواله كان في ظني تبدي لبذرة طهر تنتظر الساقي.


الاثنين، 14 فبراير 2011

المصري بينضف شارعه.. الله عليكي يا ثورة



بعد سقوط المخلوع (ربنا يجحمه مطرح ما راح) الناس فرحت فرح مالوش وصف.. وبيتنا في التحرير من ليلة التنحي في فرحة للصبح بخلاف جو القلق والتوتر الذي سيطر على أعصابنا في الفترة التي سبقت التنحي. وبعد ما فرحنا شوية.. قلنا نعمل زي ما كنا بنعمل لما كنا بنلاقي الميدان مش نضيف.. وكنت فاكر إن ده حالنا لوحدنا..
تاني يوم وأنا في طريقي وجدت صورة رائعة حسستني إن روح الميدان بدأت ترد في كل جسم المجتمع المصري. وهي دي الصورة اللي انتو شايفينها.. بنوتة خرجت في الشارع على استحياء.. وسحبت وراها ولاد البواب يونسوها وهي بتكنس شارعها وبتلم زبالته في "شوال"..
إحساس جميل جدا إنك تحس إنك بتنتمي لبلدك. عمري ما حسيت بالإحساس ده أثناء حكم المخلوع (جحمه الله). ما الذي كان يفعله هذا الرجل بأرواحنا ووجداننا؟ هل نجح إلى هذا الحد في أن يخلع منا إحساس الولاء لمصر طالما ظل في الكرسي؛ لدرجة إننا بعد تنحيه ننزل ننضف شوارعنا بإيدينا وما ننتظرش الحكومة أو شركات اللانظافة تيجي تنضف بنفسها. فيه حاجة جوانا بتقول لنا يلا نبادر بعد ثورة يوليو ما خلتنا نأنتخ غصب عننا..
ما حدش يقول لي "رجعت ريما لعادتها القديمة". إحنا بخير.. بس عايزين ننور الشعلة من جديد بدعوة لتنضيف مصر..


السبت، 29 يناير 2011

أحلى شلل مروري في حياتي

بداية هذه التدوينة واقعة حكاها لي زميلي وصديقي بلال مؤمن، فقد كان في طريقه بالأمس ليؤدي واجبه الوطني بالمشاركة في الثورة، وفي ميدان عبد المنعم رياض أوقفه "بوكس" لجهاز أمن الدولة، وشحنوه ومجموعة موقوفة في أتوبيس "تلتين" وذهبوا بهم باتجاه مقر أمني في طريق المعادي مع بضعة عناصر أمنية مدججة بالسلاح. وعند مدخل المعادي أوقف الضابط الأوتوبيس مدعيا الاستجابة لرجاءات الركاب بإطلاق سراحهم، وتوعدهم بالـ"النفخ" لو اعتقلهم مرة ثانية، وعاد أدراجه في اتجاه التحرير ليكرر هذه المسرحية الترهيبية الهزلية مع مجموعة جديدة..
نزل الشباب من الأوتوبيس، ونظروا في وجوه بعضهم وقرروا العودة للتحرير مجددا، ولو سيرا على الأقدام. بدأوا في المسير، وتعالت أصوات بعضهم بالهتاف بسقوط الطاغية، ولم يلبث الجميع أن حولوها لتظاهرة جماعية تهتف بسقوطه، ومضوا في طريقهم للتحرير. 
يحكي بلال أنه عندما بلغوا مدخل شارع قصر العيني من تاريخ الكورنيش اتفقوا على الجلوس على الرصيف 5 دقائق للراحة، وكانت أول مرة يستديرون فيها للنظر للخلف ليجدوا أنهم قد صاروا ما يربو على 10 آلاف مصري.
حكى لي أخي الحبيب أكرم السقا أنه خرج في نفس اليوم لطريق كورنيش المعادي عند مستشفى النيل بدراوي فوجد مسيرة متجهة للتحرير؛ تنادي بسقوط حسني مبارك، فانضم لها، وحكى لي كيف أن ربات البيوت كانوا يلقون إليهم بزجاجات المياه الغازية والخل لمواجهة الغازات الخانقة..
باعتباري مهتم بالقيادة في الشارع المصري؛ ابتسمت.. وقلت لأكرم: "ده أحلى وألذ وأجمل شلل مروري سمعت عنه في حياتي"..

الثلاثاء، 21 ديسمبر 2010

مواصفات السيارة الملائمة للشارع المصري.. مشاركة مجتهدة

يرى البعض أنه في حالة ازدهار سوق السيارات في مصر؛ يمكن أن تصبح مصر متحكمة في مواصفات السيارات التي تدخل إلى أراضيها مثل الخليج. فالشركات تقوم بعمل سيارات مكتوب عليها مواصفات خليجية لتتناسب مع طبيعتها. فلو تحقق هذا الحلم بأن تضع مصر مواصفات خاصه تشترط علي السيارات التي تجوب أراضيها؛ تكون هذه المواصفات كما يلي:
1. استبدال أكصدامات السيارات الفايبر بمواسير من الصلب، وتصنيع جسم السيارة نفسه من الصلب عالي المقاومة حتى تخرج السيارات من الحوادث بدون أضرار.
2. استبدال إشارات الدوران الصفراء بذراع آلى يشبه الذارع الآدمى يخرج من الشباك لتنبيه الآخرين إلى الرغبة فى الالتفاف.
3. تركيب بريمة بمقدمة كل سيارة يستطيع بها قائد السيارة ثقب السيارات التي تزاحمه وتفريغ مكان لسيارته.
4. استبدال الكلاكس بشتامة كهربائية تكون مزودة بذاكرة تتسع لـ 32 شتيمة على الأقل، يمكن إطلاق كل منها بضغطة على الزر الخاص بها في تابلوه السيارة، على أن يمكن إعادة برمجتها بشتائم جديدة. هذا سيؤدي بالطبع إلى رواج سوق جديدة لأحدث الشتائم، ونشاهد محلات مكتوب عليها: أحدث رنات المحمول وأحدث شتائم السيارات.
5. تركيب سماعات الكاسيت خارج السيارة حتى يستطيع قائد السيارة ازعاج الآخرين لأقصى درجة دون أن تتأذى أذناه.
6. تركيب أعمدة هيدروليكية لكل سيارة يستطيع بها قائد السيارة رفعها وركنها فوق سيارة أخرى بدلا من الانتظار صف ثان.
7. عمل مكان للوحة ذات خلفية مضيئة فى خلفية السيارة ليستخدمها السائق فى كتابة ما يرغب فيه على سيارته من عبارات درء الحسد، أو وضع صور وخلافه.
8. تزويدالسيارات بجنازير حديدية بدلا من العجلات للتعامل مع مطبات مصر.
9. تزويد السيارات بمصابيح ليزر بجوار المصابيح الأمامية ليستطيع سائق كل سيارة إصابة سائق السيارة المقابلة بالعمى لكي يطفئ النور المبهر.
10. استبدال زجاج السيارات بزجاج مسلح لا ينكسر تحت وطأة الأشياء العجيبة التي تلقى على السيارات من طوب وخلافه.
11.  إضافة مرتبة مريحة إلى كبوت السيارة والشنطة الخلفية؛ لكي يتمكن طلبة المدارس والشباب المتحابين من الجلوس على السيارات براحتهم دون إصابتها بأضرار!
12. تطوير جهاز إنذار السيارة بحيث لا ينطلق فقط إذا تم فتح السيارة عنوة، ولكن ينطلق أيضا إذا سرقت المساحات أو باكتات السيارة أو علامات السيارة الأمامية والخلفية أو إشارات الالتفاف.
13. تعديل محركات السيارات لتعمل ليس فقط مع البنزين 90 المستخدم فى مصر بدلا من البنزين 95 المستخدم فى كل العالم، ولكن أيضا لتعمل بمياه الطورشي ومياه الصرف الصحي ومياه غسيل السيارات؛ وكل الإضافات القيمة التي تضيفها محطات البنزين في بلدنا المحروسة إلى الوقود.
14. إضافة سلالم جانبية للسيارات ليتمكن أرباب الأسر كبيرة العدد من إركاب أفراد أسرهم على جانبى السيارة، وخاصة فى المصايف،بدلا من وضعهم على الكبوت، مع إضافة عدد كاف من أحزمة الأمان على السلالم حتى يتحقق عنصر الأمان فى السيارة.
15. استخدام دهانات الجليز غير القابلة للخدش والمستخدمة لتلوين السيراميك فى دهان جسم السيارة الخارجي؛ حتى لا تتحول السيارات إلى معارض فنية لأعمال طلبة المدارس من حملة المفكات.
16. تزويد سيارات النقل بجهاز قيادة آلية يعمل تلقائيا إذا نام السائق أو انسطل، ويشترط في الجهاز أن يقوم بقيادة السيارة حتى يركنها بهدوء أمام أقرب غرزة بدون إقلاق راحة السائق.
18. إلغاء كل ما هو إلكتروني فى السيارات وكل قطع الغيار التى لا يمكن خراطة مثلها، أو لا يمكن تفكيكها؛ وذلك حتى يستطيع "الواد بلية" التعامل مع السيارة.
19. كل السيارات المصدرة إلى مصر يجب أن تكون من الفابريكة راشة دواخل.. حتى لا تفقد السيارة قيمتها بعد أول حادثة.
بهذا - فقط - تتحقق فعلا مقولة: سيارة مناسبة لطبيعة الأراضي المصرية،،
مشاركة من الزميل: أحمد عبده..

الأحد، 21 نوفمبر 2010

ابتسم.. إنتا يا دوب نص جنيه

ذات مرة تعطلت سيارتي.. وتعذر علي ركوب تاكسي بسبب "بغددة" سائقي التاكسيات، خاصة وأني أفخر بالسكن في منطقة شعبية من مناطق الشريحة الوسطى من الطبقة الوسطى، كما أن الوقت كان متأخرا بعض الشئن واضطررت إلى أن أستقل سيارة ميكروباص. وحدث ما هز وجداني بطريقة عنيفة، وأدركت معه لم يستخف بنا حاكم كالبقرة الضاحكة.
منادي الميكروباص كان صبيا لا يتجاوز الثانية عشرة من عمره، متوسط البدانة، ربع البنيان، ممتلئ الوجه أسمره، يرتدي "تي شيرت وبنطلون في حالة رثة تبديان ارتدائه لهما منذ عشرة أيام على الأقل متضمنة نومه بهما، وبرغم حداثة سنه إلا أن صوت كان مبحوحا؛ إلا أن هذه الإصابة لم تكن تمنع صبيا في عمره من التحدث بصوت أجش للركاب، وكان صوته يحمل فظاظة تلقائية وقسوة عفوية يبدو أنه اكتسبها من طيلة شقائه وصراعه مع الزبائن أو السائقين الذين ربما وجدوا فيه فريسة غضة اللحم.
وبينما نحن في الطريق، إذا به يقول للسائق: "وقف.. هات النص جنيه ده". وتعجبنا جميعا: هل وصل الفقر بهذا الطفل أن يتابع الأرض ليلمح نصف جنيه ملقى على قارعة الطريق وأن يوقف الميكروباص لإحضاره.
توقف السائق، وإذا براكب يصعد للسيارة؛ ثم يتابع السائق شق طريقه، كان الراكب كهلا في الخمسين من عمره؛ نوبي الملامح، مشرق الوجه وإن اعتلى وجهه أثر الكد، بسوم وإن حملت بسمته انكسار فوات عتو العمر بقدر ما حملت أمارات وهن الجسد، وتناقض بياض شعره مع سمرة وجهه. واكتشفنا جميعا أن النصف جنيه لم يكن سوى هذا الراكب. 
هل وصلت بنا القسوة حد أننا هذا الطفل الغض الوجدان أنكر في هذا الرجل كونه آدميا، أو أنه أب كأبيه يسعى للعودة لبيته بعد يوم عمل شاق ليجلس برهة مع أبنائه قبل خلودهم للنوم؛ أو ليأكل لقيمات ادخر في سبيلها ما يدسه في جيبه من نفقات يومه. اختزل الطفل كل هذه المعاني ولم ير في هذا الرجل سوى "نص جنيه" خرجت من فم الطفل غليظة قاسية جافة؛ كانت أقرب ما تكون في ابتلاعها إلى كبيرة من الكبائر تصدر عن شيخ أشرف على لقاء ربه.
حانت مني التفاتة إلى جاري في الميكروباص، ووجدته يقلب رأسه تحسرا على المسكين.. 
وما هي إلا ثوان حتى ابتلعنا الطريق وتوارت الواقعة في وجدان كل منا إلى حين.

السبت، 9 أكتوبر 2010

مدق وليس طريقا للسير

كلمة مدق هي الكلمة الأدق لاسم الشارع المصري، بل هو اسم جميل مقارنة بالشارع المصري. والمدق هو طريق معبد لسير السيارات بين الجبال، وكنا نستخدم هذه المدقات وسط الجبال أثناء تأديتنا لخدمتنا العسكرية، حيث كانت معسكراتنا غائرة وسط الجبال. والمدق ليس طريقا مرصوفا، بل طريق دقته الدواب ثم السيارات من فرط سيرها على الصخور.
كانت المدقات المصرية؛ عفوا أعني الشوارع، كانت مفاجأتي الأثيرة عندما شرعت في خوض غمار القيادة للمرة الأولى، كانت مفاجأة من نوع جديد؛ بالرغم من أنها كانت أمامي ليلا ونهارا، ويبدو أننا نعاني تبلدا قاسيا من فرط اعتياد أعيننا على السلبيات.
ومثار المفاجأة أنني بعد أن وطدت نفسي على أن أسير بسيارتي وسط طوفان من الحيوانات والميكروباسات والأوتوبيسات والمقطورات والتريللات والآدميين والدراجات والموتوسيكلات؛ وكل هؤلاء يسيرون مختلطين لأنه لا يوجد رصيف ولا حارات مرورية للدراجات.. إلخ. بعد اضطراري للتأقلم مع كل هذا اكتشفت أنني في حاجة لأن أركز مع شئ جديد!!؟؟ فشوارع كثير من المدن المصرية لا تجد صيانة. وبعد أن يتم رصف طريق تكتشف هيئة الصرف الصحي أن الأسفلت قد غطى على بالوعة أو جعلها غائرة. فلو تركها غائرة أهملتها ويقع السائق في مطباتها كل يوم. ولو أكتشفت أنها أصبحت مغطاة فإنها تحفر الطريق الجديد لتعليتها، ولا تفكر بعد ذلك في رفع أنقاض الحفر، بل تتركها للزمن ولإطارات السيارات لتمهيدها.
وشركات النظافة: أقصد شركات تكريس الزبالة في شوارع القاهرة تكتشف أن الناس يلقون بمخلفاتهم فيها (مفاجأة)، وأن هذه المخلفات زائدة جدا عن حجم ما تضعه من صناديق، ولهذا تجلب بلدوزر لرفع المخلفات، وطبعا سائق البلدوزر الجاهل يرفع المخلفات ويجرف معها الأسفلت ليتركك تقع في مطباته إلى جانب البالوعات وأنقاض الحفر.
ونترك هذا لننتقل لهيئة الطرق والكباري التي تتفنن في عمل مطبات صناعية تعذب قائد السيارة. حتى إن بعض الأصدقاء يدورون دورة طريق طويلة لتجنب 3 أو 4 شوارع لأن بها مطبات (بنت...). ولو أنك اضطررت للهرب من زحمة المرور عبر شوارع جانبية فستفاجأ بالمطبات التي عملها الأهالي؛ وهي أعلى من الأعتاب السفلى للسيارة بحيث تجعلك تستشيط غضبا عوضا عن أن تستشيط من الزحام المروري.
ليت هيئة الطرق تكتفي بهذا القدر، بل تجدها ترصف الشوارع بأردئ أنواع الخامات التي يأتي عليها الصيف فتسيح وتتعرج وتنبعج وتتقوس وتكلكع.. لتضيف لبؤسك بؤسا ولشقائك عذابا. ولنترك كل هذا ونتجه للشوارع التي بها محلات، والتي يقوم فيها الناس برش الشوارع لترطيبها هربا من الحر أو للتخلص من ماء التنظيف، ويأكل الماء الأسفلت، وينتج عن ذلك عددا بلا حصر من الحفر والنقر والقرف كذلك.
تذكرت مع هذا الوضع حين كنت أؤدي خدمتي الإكراهية بالقوات المسلحة فكنا نسير وسط الصحراء في مدقات غير ممهدة، وانتابني حنين لهذه المدقات التي لا تقاس وعورتها بوعورة شوارع القاهرة.

الخميس، 16 سبتمبر 2010

مزاجي أبوظ لك سيارتك.. طير انتا



حدثني صديق لي يملك سيارة ذات دفع رباعي عن أحد المواقف الطريفة التي تعرضت لها سيارته، وليس له من ذنب إلا أن الله وسع عليه فأصبح يمتلك سيارة من هذا النوع.
فمنذ اشترى صديقي السيارة ابتلاه الله بشخص مؤذ؛ عندما رأى علامة 4*4 كتب إلى جوارها (= 16). والضار في الأمر أن الذي كتب هذه الإجابة السخيفة قد كتبها حفرا بمسمار. ولأن السيارة جديدة؛ لم يطق صاحبي صبرا، فذهب بها إلى "السمكري" فعالج هذه المزحة الشخيفة. وفي صبيحة اليوم التالي وجد نفس المزحة (= 16) لكنها هذه المرة كانت منحوتة بحجم أكبر. 
لم تهن على صديقي سيارته الجديدة؛ إذ ذهب بها إلى السمكري بعد أسبوع من هذه الواقعة. ولأنه لا يلدغ من جحر مرتين؛ فقد طلب من السمكري أن يكتب بطريقة جميلة نفس العبارة التي يكتبها الطفل صاحب المزحة السخيفة. وفي عشية اليوم التالي فوجئ صديقي بما لم يتوقعه. حيق قام صاحب هذه المزحة السخيفة بكتابة علامة (صح) إلى جانب الإجابة الجديدة، وبنفس أسلوب الحفر الردئ المؤذي.
نصحت صاحبي بأن يصبر على هذه المحنة، فعلى الأقل؛ إن لم ينل فرحة سيارته الجديدة؛ فعلى الأقل ينال مثوبة الصبر على المصائب.

الجمعة، 20 أغسطس 2010

سايس الجراج.. خلصني في ثواني


عندما ذهبت لفحص سيارتي - بعد إصلاحها - دخلت جراج شركة التأمين، وكالمعتاد؛ وجدت هيصة، وعدد كبير من السيارات، والناس تحاصر مهندس المعاينات، ويفوز من ينجح في "زنقه" ووضع أوراقه وفواتيره بين يديه.
كان الجو قائظ الحرارة، ونحن في شهر رمضان المعظم. وحاولت جهدي ألا أغضب الله تعالى في هذا الشهر الفضيل، وحاولت أن أستعلم عن وجود ترتيب أو دور للفحص، ولكن هيهات هيهات. وزاد من حنقي وغيظي أن بعض السائقين معدومي الأخلاق الذين جاءوا من بعدي نجحوا في محاصرة المهندس وتسليمه الأوراق الخاصة بهم. وأجبرني الوضع على اللجوء لما كنت أمتنع عنه من قبل.
ذهبت في تؤدة وروية لسائس الجراج، ونفحته "اللي فيه القسمة" قائلا: كل عام وأنتم بخير، فشكرني بحرارة، واعتدل ونادى المهندس بصوت صارم لكنه مؤدب - مراعاة للمقام - قائلا: "يا باشمهندس.. الأستاذ واقف له مدة". وفجأة؛ ترك المهندس الجميع وانطلق إلي متسلما أوراقي، وفي دقائق كنت قد أنجزت الفحص، ومضيت في طريقي.
أرزاق..

الأحد، 11 يوليو 2010

ذاكرة أمناء الشرطة حديد.. ربنا يصلح أحوالهم


لا تزال سيارتي قيد الإصلاح.. وربنا يوسع دائرة الإصلاح التي نحياها.. قولوا: آمين. كنت أركب أحد الميكروباصات في طريقي للبيت؛ وبينما يقف السائق "لتحميل الزباين" أتاه زميله قائلا: "هات خمسة جنيه"، وأخذها منه واتجه بها لأحد أمناء الشرطة.
كنت جالسا بجانب السائق؛ فانتهزت الفرصة لأسأله: ما سر الخمسة جنيهات. ولم يكذب السائق خبرا فطفق يخبرني. وموجز رواية السائق أن السادة أمناء الشرطة تتباين أحوالهم من منطقة لأخرى. ففي بعض المناطق يأخذون "شهرية"، وفي بعضها الآخر يأخذون "سبوع"، وفي مناطق أخرى "بيتلككوا عادي". ويرى السائق أن الشهرية أو السبوع أفضل من الغرامة في "الرايحة والجاية". والخمسة جنيهات كانت فرق زيادة "السبوع" بعد غلاء الأسعار.
سألته ببراءة: هل يكتب أمناء الشرطة قائمة بأسماء من يدفعون لهم أم أن الأمور تسير بالبركة؟ فاجابني بأن ذاكرتهم حديد، ما شاء الله. لم أستطع مواصلة الحديث، وتذكرت أحد كبار المسؤولين في وزارة الداخلية المصرية عندما طلب منه أحد الضباط زيادة الرواتب في أحد أعياد الشرطة؛ فأجابه: "كفاية عليكم المعارف". 
سدرت في صمتي داعيا الله سرا أن يصلح للجميع أحوالهم.

الاثنين، 7 يونيو 2010

إياكش تولع.. نظرة في انتماء سائقي الميكروباصات


طبيعي عندما أركن سيارتي أن أوازن بين ركوب الميكروباصات والتاكسيات؛ بما أني "مش وارث". وبمناسبة ركوب الميكروباصات؛ حرصت على أن انتهز أقرب فرصة يتوقف فيها سائق الميكروباص في منتصف الطريق "لتحميل رباين" لأسأله عن سبب توقفه في منتصف الشارع، وهو ما يؤدي لارتباك حركة المرور خلفه.
 وسرعان ما رزقني الله بفرصة لأطرح هذا السؤال؛ ولم أتردد في طرحه، وكانت الإجابة التلقائية العفوية الملأى بكل جشاشة الصوت المعهودة، وفظاظة المسلك المعتادة هي: "إياكش تولع".
لم أملك إلا الصمت على هذا التصريح بالغ القسوة. وبعد حين، بدأ سائق الميكروباص - وحده - في سرد ملامح صورة الأزمة التي يبرر بها أمامي هذا التصريح الذي ربما أحس بقسوته. وكان آخر قائمة المبررات أنهم (ولن أذكر من هم) يتفننون في استخراج النقود من جيوبنا، وحكى لي أنه ذات مرة؛ قام احدهم بإعطائه إيصالا فارغا بغرامة بمبلغ 50 جنيها بدون سبب؛ قائلا له: "اكتب البند الذي تحبه في حيز سبب الغرامة".

الأربعاء، 5 مايو 2010

الرصيف المصري ومشكلة مزمنة لسائق السيارة

الحمد لله، ركنت السيارة لاحتياجها لبعض الصيانة التي لا أئتمن إلا التوكيل عليها، وهو ما يحتاج مبلغا محترما من المال؛ ليس في جيبي الآن. لكن هذا أتاح لي استعادة ذكرياتي مع الرصيف.
كنت كتبت في تدوينة سابقة عن اشتباك كل من البشر والبهائم والسيارات والموتوسيكلات والكارو في قلب نهر الطريق، وذلك في تدوينتي: مولد وليس شارعا، والآن تذكرت أحد الأسباب المهمة التي تسبب هذه المشكلة.
الرصيف المصري عذاب، والسبب جهل الناس أولا وتقصير الحكومة الشديد ثانيا.
فعندما تسير على الرصيف تجد مجموعة من المعوقات أمامك. فأنت إما أمام بائعين افترشوا الرصيف لبيع مختلف أنواع البضائع من الخضروات وحتى الملابس ومستلزمات السيارات، أو أنك أمام متسول جلس على الرصيف، وربما مدد قدميه الكليلتين فابتلع عرض الرصيف، أو يواجهك "كشك" سجاير اغتصب صاحبه جزءا من الرصيف ثم قام برشوة إدارة الحي لتمنحه ترخيصا يضعه في "عين التخين" أو متجر قام بسد عرض الرصيف من خلال "ستاند" يضع عليه بضاعته، أو تجد سائق سيارة قرر أن ينكد على المارة بركن سيارته فوق الرصيف، أو تصطدم بـ "بوكس" كهرباء أو هاتف مزروع في موقع حرج من الرصيف، أو تتعثر في قالب طوب أسمنتي ضخم وضعه صاحب محل أمام محله ليجلس عليه "ساعة العصرية" ليتأمل المارة، أو ربما قام صاحب مكتب مستأجر في الدور الأول بأحد البنايات بإنشاء سلم خاص بمكتبه بعيدا عن مدخل العمارة ليشعر بانه في مملكته الخاصة، وربما كانت البنايات مخالفة مملوكة لصاحب عقار جشع قام بالاستيلاء على متر أو ثلاثة أمتار من الرصيف ليبني بيتا ويسرع بتسكينه لكي لا يتمكن الحي من إزالته.. والقائمة تطول وتفوق القدرة على الحصر.
أما بالنسبة لكبار السن والمعاقين فهناك أزمة أخرى تتمثل في أنك تجد أحدهم وقد أبدع في التلاعب بالرصيف؛ فتارة يقوم صاحب متجر ببناء درجة عالية على الرصيف، أو يزيل الرصيف أمام مخزنه لكي تتمكن السيارات من "التعتيق" من دخل المخزن مباشرة، أو صاحب منزل قام بتحويل أحد المحال في الدور الأرضي لجراج وأزال الرصيف، أو بعضهم قام برصف الرصيف ببلاط أملس يسبب الكوارث.. إلخ.
كل هذه الاعتبارات تضطر المارة للتنكيد على قائدي السيارات، والغريب أن موظفي الحكومة يتعاطون إيجابيا مع هذا الوضع لأنه "باب رزق" في ظل التدني الرهيب في مرتباتهم.

الاثنين، 12 أبريل 2010

التوقف في أي مكان بالطريق.. فقط البهائم تبرك بهذه الصورة

حاولت كثيرا أن أجد تفسيرا أو صورة مقاربة لما يصدر عن سائقي الميكروباسات من سلوكيات خانقة فلم أجد إلا هذه الصورة. فما يثير الحنق والغيظ أنك تسير في شوارع مصر الكبرى كشارع السودان أو شارع الهرم أو غيرها، وتجد سائق الميكروباس يندفع بين السيارات كأنه يركب موتوسيكلا وليس سيارة كبيرة، لكن ما يدفعك للجنون أن تجده فجأة يقف أمامك ولكن في منتصف الطريق.
يتوقف السائق بهذه الصورة الفجائية لكي "يحمِّل" راكبا جديدا أشار له على نحو مفاجئ، أو لكي يقوم بإنزال راكب تذكر فجأة أنه يريد النزول.  وليس العيب هنا على الراكب أو النازل، بل على السائق الذي يبرك - كما تبرك البهيمة - حيثما يعن له، من دون اعتبار لطريق أو سيارك خلفه.
بعضهم يفعل ذلك لأن السائقين يدخلون في صراع فيما بينهم على دورهم، فيحرص كل منهم على أن يسبق الآخر، وبعضهم تحول عنده هذا الأمر إلى عادة.
ولعلك تكون مستغن عن كرامتك فتصرخ في وجهه بأن يتوقف على جانب الطريق فتسمع في أحيان كثيرة ما لا يرضيك. وإن كانت كرامتك عزيزة عليك؛ فربما قادك هذا إلى حتفك حين تنزل لتخاطبه فتجده وقد أخرج لك سلاحا لا يمكن وصفه بالسلاح الأبيض.
 قد لا يكون بإمكان شرطة المرور التواجد في كل مكان بالنظر إلى أن أولوية الإدارة الحاكمة هي في تأمين تشبثها بكرسيها؛ لكن على الأقل يمكن عمل دورات توعية لا يحصل سائق الميكروباس على ترخيصه من دون اجتيازها. اقتراح لعله يفيد.

الثلاثاء، 9 مارس 2010

شفط النفط.. أزمة السولار والفكر الأعرج



كل مرة أكتب فيها في مدونتي هذه أكتب عن مشكلة تتعلق بي وحدي، أو عن وجهة نظري في سلوك الناس في الشارع، أو عن إحساسي الخاص كقائد سيارة في الشارع المصري. أما اليوم فلا. هاموت عشان أقول "كفاية" يا حرامية يا لصوص يا مخربين. والله مخربين.
طبعا كل واحد فينا شايف الطوابير الرهيبة للسيارات العاملة بتقنية السولار. شئ بشع. والأبشع منه إنه بيكشف عدة أوجه قبيحة للدولة والناس. فالعار أن تسمع أن السولار تأخر لأننا  "نستورد" السولار، وأن المراكب تعطلت به في عرض البحر!!. تخيل!!؟. نحن نستورد السولار؛ ونحن دولة منتجة للبترول. والحجة أن تكلفته مستوردا أقل من تكلفة تكرير النفط
وتسمع في هذا السياق عن أعاجيب من بينها الحديث عن إغلاق محطتي تكريره في مسطرد وفي السويس بسبب هذه الرؤية. ثم تسمع عن قذارة بعض المحطات؛ وبخاصة محطات رجل الأعمال الأبرز طارق باشا حجي "محطات شيل" التي تتسلم السولار صباحا فلا تبيعه إلا في المساء لأن إداة المحطات تظن أن من المحتمل أن ترتفع أسعاره فيحققوا أرباحا.
شئ في منتهى القذارة أن تجد رجل أعمال يقال أنه محترم يصطاد في المياه العكرة، ويتاجر بقوت المطحونين من أبناء وطننا. ارتفاع السولار يعني ارتفاع أسعار كل شئ نأكله أو نشربه. ويعني ارتفاع تكلفة مواصلاتنا، ويعني ارتفاع تكلفة سفرنا، ويعني خراب على خراب.
هذا الموقف القمئ ذكرني بـ"وكسة" رفع أصحاب السوبر ماركتات لأسعار زجاجات المياه المعدنية عندما ترددت شائعات عن تلوث مياه النيل بأنفلوانزا الخنازير.
ماذا نقول أكثر من أنها قذارة، وفساد، وإهمال، واستغلال، وموت للاحترام والقيم النبيلة.

الجمعة، 26 فبراير 2010

خدعونا ونسوا البلاعات.. الإهمال الحكومي المعتاد


وأنا أسير في طريقي لعملي بمحافظة 6 أكتوبر كنت أستمتع بتلك الشوارع المجهزة التي تارة أكون فيها وكأني على قمة التل؛ وتارة أشعر وكأني في سفح جبل أنتظر دوري في التسلق. وكان ما يطمئنني أن هذه اللمرتفعات والمنخفضات ليست سوى وسيلة لتجهيز الطرق المحترمة لتفادي كوارث ما بعد هطول الأمطار الغزيرة. وبالأمس الخميس الخامس والعشرين من فبراير لعام ألفين وعشرة شهدت القاهرة والسادس من  أكتوبر هطولا غير مسبوق للإمطار في هاتين المدينتين، ومع هذا الهطول تبدد الوهم.
مع هذا الهطول اكتشفنا أننا كنا هطلا عندما صدقنا أن هيئة الطرق والكباري في مصر محترمة ويمكنها أن تنفذ طريقا بالمواصفات العالمية وتسلمه كامل الأوصاف بغير إهمال - كالعادة. ويكفي أن أخبركم أنه أثناء عودتي من عملي غرقت سيارتي، ليس هذا وحسب؛ بل إن ما شفا غليلي أن "ونش" كمين مرور "هايبر وان" في مدخل مدينة السادس من أكتوبر كان غارقا حتى منتصفه.
وأعتذر لرداءة الصورة.